Al-Nahaar Enterveiw

مصطفى قمر: زوجتي حالة خاصة فهي المستمعة والناقدة لأعمالي
القاهرة ـ علياء هاني
جريدة النهار

السبت 30 اغسطس 2008 ,28 شعبان 1429



فنان من طراز خاص.. لديه عقل ناضج وإحساس صادق، وصوت عذب.. موهبته هي سر تألقه، واختياراته سر نجاحه، وأهم ما يميزه : امتلاك عزيمة، وإرادة قوية تضعه دائما في المقدمة.. يحرص على اختيار أغانيه، وأفلامه بدقة شديدة لأنه شديد الولع بالكلمة والمضمون.. حقق من خلال ألبوماته نجاحاً كبيراً، واستكمل هذا النجاح من خلال عمله في السينما.
إنه النجم مصطفى قمر، الذي يحمل في جعبته دائماً كل ما هو جديد.. فهو متمرد على كل الأشكال التقليدية، لذلك نراه مستعداً دائماً للمغامرة لأنه صاحب «قلب جريء».. استطاع أن يترجم أحلامه في ألحانه، وأغانيه فأحبته كل الأجيال الجديدة..

يسعى قمر دائماً لتقديم الجديد والمختلف، حتى إن سفرته الاخيرة خارج مصر كانت من أجل إيجاد مكان جديد لم تألفه العين العربية، واستقر أخيراً على فرنسا لتصوير أغنية جديدة من ألبومه القادم الذي سيطرح خلال هذا الموسم.
عن فيلمه «مفيش فايدة»، وإدمانه الطرب، وحياته الشخصية وحبه لزوجته وأولاده، وحزنه لفراق والدته، وتفاصيل اخرى عديدة كان لـ «النهار» معه هذا الحوار:

ما سبب سفرك إلى فرنسا أخيرا؟

سافرت لتصوير أغنية «مريت بالحب»، من ألبومي الجديد، ونفذ الأغنية المخرج العالمي الشهير «ستيفان رينارد»، ونفس فريق عمل الأغاني التي قمت بتصويرها أخيرا وهي: «ما بحبكيش»، و«لسه حبايب»، و«منايا»، و«من غيرك»، و«حياتي»، وسادس تعامل لي معهم.

أفكار مختلفة

ما تفاصيل الألبوم؟

الألبوم يضم 10 أغنيات، تعاملت من خلاله مع كبار الشعراء، والملحنين، والموزعين..منهم محمد خلف، ياسر نور، رامي جمال، ومحمد يحيى، ولحنت أغنيتين بنفسي، كما قمت بتوزيع أغنية من الألبوم، إلى جانب الموزعين طارق مدكور، إيهاب محبوب، توما، حمادة نبيل، وأحمد شعتوت، أما الشعراء فتعاونت مع أيمن بهجت قمر، محمد عاطف، رضا زايد، أمير طعيمة، نبيل خلف، وعمرو الجارم.. واجتهدت كثيراً حتى يخرج بشكل مرضٍ لي ولجمهوري، وحاولت أن يكون مختلفاً، ومتنوعاً، ودققت في اختياراتي حتى ينال إعجاب الجميع.

كليباتك تتكلف كثيراً في التصوير، وغالباً ما تكون في الخارج.. فلماذا؟

الكليب عبارة عن فيلم سينمائي مدته من «خمس إلى عشر» دقائق، يحاول من خلاله المطرب أو المطربة أن يضعوا فيه كل شيء بشكل مبهر، وملفت للانتباه، ومحترم، ويناسب قصة الأغنية، لذلك يجب أن يقدم بأفضل صورة ممكنة، فالتصوير في الخارج يعتبر شيئاً جيداً لأن هناك إمكانات في التصوير، والإخراج.

هل تصوير الأغاني في مصر لا يحقق النجاح المطلوب ؟

تصويري في الخارج ليس سعياً وراء موضة، أو بحثاً عن مناطق مختلفة للتصوير بقدر ما هو هدف أتصور أن الجمهور والنقاد يلمسونه جيدا وهو تنفيذ أفكار جديدة، ومختلفة للفيديو كليب، وهذا لا أجده إلا مع المخرج «ستيفان رينارد»، فنحن نصنع الفكرة، وننفذها معاً، وهو مخرج مجتهد، وموهوب، وكليباته خير دليل على ذلك، ولكنها ليست عقدة الخواجة.

ماذا عن فيلم «مفيش فايدة» الذي تنتظر عرضه خلال هذه الأيام ؟

فيلم يدور في إطار كوميدي اجتماعي، حيث يتناول قضية قروض البنوك التي يتم الاستيلاء عليها، وتهريبها خارج البلاد.. وأجسد فيه شخصية موظف يعمل في أحد البنوك، ولديه حاسة خاصة تمكنه من معرفة حقيقة الأشخاص من حوله، وتتسبب له في العديد من المشاكل بشكل كوميدي، ويشارك في بطولته «بسمة، إدوارد، محمد شومان، منة فضالي وخيرية أحمد»، وتأليف لؤي السيد، وقام بإخراجه حاتم فريد.

التوقيت مناسب

ألم تقلق من عدم نجاح الفيلم في ظل الزحام السينمائي الذي يشهده دائما فصل الصيف ؟

النجاح والفشل مكتوب، وأرى أن التوقيت مناسب جدا لعرض الفيلم لأن العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت، بالإضافة إلى أن ظروف العرض تختلف من فيلم لآخر، سواء كان في عدد النسخ، أو في عدد دور العرض والدعاية، وغيرها من العوامل التي تساعد في نجاح أي فيلم، بالإضافة إلى أن كل فنان له جمهوره الذي يراهن عليه.

ما حقيقة مشاركتك في بطولة مسلسل «سيت كوم» بعنوان «البيت الأبيض»؟

بالفعل أستعد لتصوير مسلسل «سيت كوم» جديد بعنوان «البيت الأبيض» تأليف أحمد فهمي، وإخراج سامح عبدالعزيز، وتم ترشيح بسمة، ونيكول سابا، وسليمان عيد للمشاركة في بطولته، وأقوم حالياً بعمل جلسات عمل على السيناريو الخاص به مع مخرجه، ومؤلفه حتى نبدأ تصويره.

ما الذي جذبك لفكرة «السيت كوم»؟

أعرف أن المستقبل في عالم الدراما سيكون لمسلسلات «السيت كوم» القصيرة، كما أن الفكرة أعجبتني، كذلك كل فريق العمل سعداء بالتجربة، وهي تجربة جديدة على تماماً، وسأغني من خلاله 8 أغنيات لمواقف درامية تتناولها الأحداث.

قدمت مسلسلاً تلفزيونياً العام الماضي باسم «علي يا ويكا».. فما الذي دفعك لاقتحام ساحة الدراما التلفزيونية؟

هذه الفكرة كانت تسيطر على تفكيري منذ سنوات وجاءتني عروض كثيرة، ولكنني كنت متخوفاً لأنني كنت مشغولاً في هذه الفترة بالسينما، ولكن عندما انتشرت الفضائيات، واشتعلت المنافسة بينها جعلت الجمهور متابعاً للتلفزيون، ويجلس أمامه دائماً، وبالتالي عادت المسلسلات تحقق نسبة مشاهدة عالية تفوق معدلات الأعوام السابقة، ولقد دخلت إلى التلفزيون كضيف خفيف، وعليّ أن أظل هكذا لأنه لا يجب أن يتواجد الفنان بشكل مكثف في التليفزيون، وخاصة عندما يكون نجم شباك في السينما، والحمد لله المسلسل لاقى إعجاب الجمهور، وكنت سعيداً به.

في الأصل مطرب

معنى ذلك أنك لن تكرر هذه التجربة مرة أخرى؟

«علي يا ويكا» مسلسل اجتماعي وكوميدي، وتميز السيناريست مصطفى محرم في كتابته، وسأكرر التجربة إذا كان هناك عمل مثله يضيف لي، ولا يأخذ مني.

ما المفضل لديك التمثيل في السينما، أم التلفزيون؟

السينما خطفتني من التليفزيون لأنها فن جميل، وإيقاعها يناسب روح العصر، كما أنها تؤرخ الفنان في ذاكرة الفن، لذلك أتمنى تقديم أعمال سينمائية بلا عدد، ولكن أود أن أقول ان السينما لم تبعدني عن الغناء لأنني دخلتها، وأنا أمثل فيها باعتباري مطرباً.

لكن بعضهم يرى أن وجودك في السينما جاء على حساب الغناء، والحفلات.. فما تعليقك؟

أي مطرب يتمنى أن يتجه للسينما لأنها هي التي توثق أعمال المطرب مثلما فعل كبار المطربين الذين سبقونا، مثل: «حليم، والأطرش، وعبدالوهاب»، وغيرهم، وأنا قدمت العديد من الحفلات هذا العام، محافظاً على وجودي في سوق الغناء لأنني في الأصل مطرب، ولو خيروني بين الغناء والسينما سأختار الغناء، وقدمت العام الماضي ألبوماً باسم «لسه حبايب»، وأستعد لطرح ألبوم جديد خلال الصيف الحالي، ويشهد هذا الألبوم تطوراً كبيراً في الشكل العام للغناء، والموسيقى، والتصوير.

لماذا تقترب أفكار أغانيك المصورة من السينما؟

في مرحلة ما قبل احترافي للتمثيل كنت أحب فكرة الفيلم القصير داخل الكليب لأنه يؤكد فكرة الأغنية، ويدعمها أكثر، كما أنه ينال اهتمام الجمهور، وعندما خضت تجربة التمثيل في السينما أصبح الأمر بالنسبة لي بمثابة حالة حب، خصوصاً أن استخدام كاميرات السينما لتصوير الكليبات يجعلها أشبه بالأفلام فعلاً.

مسألة إبهار

هل تتعمد الإبهار في كليباتك؟

أرى أن «الفيديو كليب» في الأساس مبني على الإبهار، وأنه في الأساس يهدف لجذب أعين المشاهدين، لهذا لا أرى أي مانع من تعمد الإبهار، وعموما أعتقد أن الأهم من ذلك هو الفكرة التي يجب أن تكون غير تقليدية.

ما هواياتك بعيداً عن التمثيل، والغناء؟

أنا عاشق لكرة القدم، ولكنني قليلاً ما أمارسها، نظراً لضيق الوقت، ففي بعض الأحيان ألعبها مع ابني «إياد» الذي التحق أخيرا بفريق الأشبال في النادي الأهلي، وأيضا أحب الرسم، ولا أجد الوقت لممارسة هذه الهواية، وذلك لأنني إنسان مسؤول، ولديّ أسرة، وأبناء ينبغي أن أجلس معهم، وأتخلى عن أنانيتي في سبيل إسعادهم، فأسعد لحظات حياتي هي عندما أجلس مع أولادي.

رغم معجباتك الكثيرات إلا أنك بعيد كل البعد عن الإشاعات العاطفية.. فما السبب في رأيك؟

هناك نوعان من الناس منهم من يسع لترويج الإشاعات حول نفسه، وآخرون تنتشر الإشاعات حولهم من تلقاء نفسها، وأنا لست من هذا أو ذاك، إنما أنا من نوع ثالث مختلف، فأنا بطبعي أحاول دائما على قدر الإمكان تجنب أي شكل يجعلني أظهر بمظهر يصبح مثاراً للإشاعات.

تعشق اللون الأزرق.. فهل ذلك لإيمانك بالحسد؟

الحسد مذكور في القرآن، ولذلك أنا مؤمن به، لكن لا علاقة لعشقي للون الأزرق بذلك لأنني أعشق أيضاً اللونين الأبيض، والأسود، وأعتقد أن حياتي مزيج من الألوان الثلاثة.

حنان وحب

بالتأكيد زوجتك الجميلة غادة لها دور كبير في نجاح مصطفى قمر.. كلمنا عنه؟

غادة مفتاح السر في نجاح مصطفى قمر منذ أن التقينا لأول مرة في مدرجات كلية التجارة في الإسكندرية، ووقعت في غرامها، وبادلتني الإعجاب نفسه الذي توج بالخطوبة، ثم اختارت يوم عيد ميلادها ليكون يوم زفافنا.. فهي تمثل لي حالة خاصة لأنها الناقدة، والمستمعة الأولى لي، وأيضا صاحبة الرأي الصائب الذي أسعى دائما للاستماع له، وهي حالياً «الاستايلست» الخاص بي في كل أعمالي، وأعتمد عليها في ذلك لأنها صاحبة ذوق جميل، فهي تساندني فكرياً، ومعنوياً، وتدعمني طوال الوقت، وتشعر بي، وتفهمني من غير كلام، إلى جانب إحساسها بالمسؤولية، ودورها الكبير في حياتي حتى قبل أن أصبح مصطفى قمر النجم المشهور، لذلك فأنا أفضل ألا يشغلني عملي عن تخصيص وقت نعيش فيه كزوجين على حريتهما، بعيداً عن الفن، وأيامه.

وما الأغنية الأقرب إليك من أغانيك، والتي تعبر عن مصطفى قمر الزوج؟

أقرب أغنية إلى قلبي، وتعبر عني عموماً هى «خبيني»، فهي تحمل معنى جميلاً، ومهماً جداً لأن الرجل عادة هو الطرف الأقوى في الحب، والعلاقة العاطفية، لكنه عندما يصل إلى أن يقول للأنثى «خبيني»، فهذا معناه أنه قد كثرت همومه، وأحزانه، وأنها الملاذ الوحيد له، وأنه يحتاج للابتعاد عن كل الناس في هذه اللحظة، وألا يخرج مابداخله لسواها، وفي حضنها فقط، وأنه في حاجة لحنان، وحب لن يجده إلا معها.

ماذا عن أولادك إياد، وتيام؟

إياد، وتيام هما حلمي الذي يعطيني الأمل في الغد، ورصيدي من حياتي الزوجية، عملي لم يشغلني عن متابعتهما، وأحلى الأوقات بالنسبة لي هي التي أقضيها معهما، سواء بالمنزل، أو خارجه، وكثيرا ما أشاركهما لعب «البلاي استيشن»، وكرة القدم، وأصطحبهما لشراء احتياجاتهما، أو مراجعة دروسهما، وعلى الرغم من أنني حازم في قراراتي معهما، لكنني في الوقت ذاته حريص على الاستماع لكل ما يريدان التعبير عنه حتى ولو كانت هذه الآراء تخالف آرائي لأنني أرى أن جيلهم بكل معطياته، ومفرداته يختلف عن جيلي، وحياتي التي نشأت فيها.

من يشبهك أكثر فيهما؟

تيام يشبهني في الشكل، وفي الشقاوة، والتهريج فهو شخصية جذابة جداً، واجتماعي.. أما إياد فأنا معجب بشخصيته جداً، فهو عاقل، ويعتمد على نفسه، وموهوب جداً في تقليدي.

هل عندهما ميول فنية؟

«تيام» لديه ميول فنية فهو يحب التمثيل، ولكن إذا قررا دخول المجال الفني بعد الانتهاء من دراستهما سأستغل كل خبراتي، والسنين الطويلة التي قضيتها في الفن في دعمهما، وسأتولى إدارة أعمالهما، وأتفرغ لهما لأن حلمي سيتحقق فيهما.

ووالدتك رحمها الله.. ما تأثيرها في حياتك؟

والدتي لعبت دوراً رئيساً في تكويني الإنساني، والفني، وكانت مشجعتي الأولى لاقتحام عالم الفن، وكنت لا أطيق الابتعاد عنها، ودائما كنت أتصل بها حتى أنال دعاءها لي بالتوفيق في أعمالي، فأنا اعتبرها «رحمها الله» تميمة نجاحي، وكانت أيضا من ألجأ إليها عندما تضيق بي الحياة، لذلك فهي تركت فراغاً كبيراً في حياتي لا أستطيع أن أصفه، وحزنت كثيراً لفراقها، وأدعي «الله سبحانه وتعالى» أن يطيل في عمر أبي ليظل بجواري.



في أحد أعماله



يمثل



دراما



غناء وتمثيل